الخسائر تجتاح الأسواق في نهاية أسبوع “مؤلم”!
أنهت أسواق المال العالمية تعاملات الأسبوع الماضي متكبدة خسائر كبيرة، فيما يتخوف المستثمرون من تصدع النظام المالي العالمي وتفاقم الأزمة المصرفية، وإفلاس المزيد من البنوك.
وتتزايد حالة من “الذعر المصرفي” في الولايات المتحدة بعد إعلان إفلاس بنك “سيليكون فالي” وبنوك أخرى، مما دفع العديد من المودعين لسحب أموالهم من البنوك، الأمر الذي قد يقود في النهاية إلى إفلاس عدد أكبر من البنوك والشركات ويعيد تكرار الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
وأصاب انهيار البنوك الأميركية الأسواق بالذعر، وفاقم الضغوط على المؤسسات المالية الأضعف التي تكافح بالفعل مع العواقب غير المقصودة لارتفاع أسعار الفائدة.
من جانبه، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن الأزمة المصرفية التي أعقبت انهيار بنكي “سيليكون فالي” و”سيغنتشر” في الآونة الأخيرة آخذة في الانحسار.
وسعى بايدن إلى طمأنة المستثمرين والمودعين بأن النظام المصرفي العالمي “آمن”، وذلك بعد أن خسرت الأسهم المالية مليارات الدولارات من قيمتها منذ انهيار المصرفين الأميركيين متوسطي الحجم خلال الأسبوع الماضي. وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، تعهد بايدن للأميركيين بأن ودائعهم في أمان.
وعندما سئل عما إذا كانت الأزمة المصرفية قد هدأت، قال بايدن لصحافيين “نعم”.
خطط إنقاذ
وكان بنك “فيرست ريبابليك” يتأرجح هو الآخر على حافة الهاوية حيث سحب العملاء ودائعهم.
وأعلنت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين وجيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ”جي بي مورغان”، عن خطط إنقاذ، تتضمن اتفاقًا مع مجموعة من المقرضين الأميركيين لإيداع عشرات المليارات من الدولارات من النقد في “فيرست ريبابليك” لوقف النزيف.
وقدم بنك الاحتياطي الفيدرالي دعما بقيمة تقارب 200 مليار دولار حتى الآن، لضمان جميع الودائع في “سيليكون فالي” وبنك “سغنتشر”.
كما وافق بنك الاحتياطي الفيدرالي على مبالغ قياسية من القروض للبنوك الأخرى الأسبوع الماضي، لتبلغ ما يقرب من 153 مليار دولار في الأيام الأخيرة، محطمة الرقم القياسي السابق البالغ 112 مليار دولار الذي تم تسجيله خلال أزمة عام 2008.
ويبلغ إجمالي المبلغ الذي أقرضه “الفيدرالي” للنظام المالي حوالي نصف ما تم تقديمه خلال الأزمة المالية العالمية.
وفي أوروبا، قدم البنك المركزي السويسري، نحو 54 مليار دولار كقرض طارئ لبنك “كريدي سويس” لإنقاذه من التعثر، بعد أن هوى سعر سهم البنك 30% بتعاملات الأربعاء الماضي.
وول ستريت
وأغلقت وول ستريت منخفضة الجمعة في نهاية أسبوع مليء بالاضطرابات هيمنت عليه أزمة ناشئة في القطاع المصرفي وبوادر على ركود اقتصادي محتمل.
وأنهت المؤشرات الثلاثة الرئيسية التعاملات بخسائر كبيرة مع تكبد قطاع الخدمات المالية أكبر الخسائر من بين القطاعات الرئيسية على المؤشر “ستاندرد آند بورز 500”.
وأغلق المؤشر ستاندرد اند بورز 500 منخفضا 43.81 نقطة، أو 1.10%، عند 3916.47 نقطة بينما تراجع المؤشر ناسداك المجمع 87.63 نقطة، أو 0.75%، إلى 11629.64 نقطة.
وخسر داو جونز الصناعي 386.71 نقطة، أو 1.20%، مسجلا 31858.95نقطة.
وهبط “داو جونز” بنسبة 0.16% خلال أسبوع في خسارة للأسبوع الثاني على التوالي، فيما ارتفع مؤشر “ناسداك” 5.19% خلال الأسبوع وزاد مؤشر “ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.43%.
الأسهم الأوروبية
وتخلت الأسهم الأوروبية عن مكاسبها المبكرة في جلسة الجمعة وسجلت أكبر انخفاض أسبوعي لها في خمسة أشهر بعدما فشلت إجراءات داعمة اتخذتها الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا في تهدئة المخاوف من حدوث أزمة مصرفية عالمية.
وأغلق المؤشر ستوكس 600 منخفضا 1.3% متأثرا بانخفاض المؤشرات الفرعية لقطاعات البنوك وشركات التأمين والخدمات المالية.
وخسر مؤشر قطاع البنوك 2.6% مع تراجع أسهم بنك “إتش.إس.بي.سي” و”بي.إن.بي باريبا” و”أليانز” و”يو.بي.إس غروب” ما بين 1% و3%.
وخسر المؤشر ستوكس 600 نحو 4% هذا الأسبوع، مع نزول أسهم البنوك 11.5% بعدما أثار انهيار بنوك أميركية وأوروبية قلق المستثمرين بشأن وضع القطاع المالي.
أداء الدولار
وهبط الدولار في جلسة الجمعة مع استمرار تراجع أسهم “كريدي سويس” وبنك “فيرست ريبابليك” مما أثار قلق الأسواق من انتقال العدوى إلى بنوك أخرى وزاد المخاوف من حدوث ركود بسبب تشديد السياسات النقدية.
وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام ست عملات رئيسية، 0.604% وعلى مدار الأسبوع هبط مؤشر الدولار 0.99%.
وينتظر المتعاملون اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الذي يستمر يومين ومن المتوقع أن يسفر عن زيادة أسعار الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية في 22 مارس/ آذار.
أسعار النفط
فيما أنهى النفط التعاملات منخفضا في جلسة الجمعة متخليا عن مكاسبه المبكرة التي تجاوزت الدولار للبرميل إذ دفعت مخاوف بشأن القطاع المصرفي الخامين القياسيين لتسجيل أكبر خسائرهما الأسبوعية في شهور.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.73 دولار أو 2.3% إلى 72.97 دولار للبرميل عند التسوية بينما خسر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.61 دولار، أو 2.4%، ليبلغ 66.74 دولار.
وانخفض الخامان أكثر من ثلاثة دولارات مسجلين أدنى مستوياتهما خلال الجلسة. وخسر برنت نحو 12% خلال الأسبوع مسجلا أكبر خسارة أسبوعية منذ ديسمبر/كانون الأول، وفق رويترز.
وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 13% منذ إغلاق الجمعة الماضية (10 مارس) مسجلة أكبر خسائرها الأسبوعية منذ أبريل/ نيسان الماضي.
وقال جون كيلدوف الشريك لدى أجين كابيتال في نيويورك: “العوامل الاساسية ليست بالسوء الذي تتوقعه السوق هنا لكن هناك مخاوف ألا يكون النفط آمنا كما هو الحال بالنسبة للسيولة أو الذهب”.
اكتشاف المزيد من موقع خبركو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.