الصين تحجب ChatGPT بسبب مخاوف من المعلومات “الزائفة”
حجبت الحكومة الصينية وصول مواطنيها إلى تطبيق ChatGPT الذي يعد من بين أشهر التطبيقات المستخدمة لخوارزميات الذكاء الاصطناعي، بسبب مخاوف من احتمالية نشر ما تراه الحكومة الصينية “معلوماتٍ مضللة” تعكس وجهة النظر الأميركية فيما يتعلق بالصين.
ولا يتوفر تطبيق (ChatGPT) بشكل رسمي في الصين، إلا أن بعض الأشخاص وجدوا طرقاً لاستخدامه، مثل استخدام خوادم VPN والبرامج الخاصة الصادرة من قبل مطورين مستقلين تسمح بتشغيله في البلاد. ووفقاً لصحيفة Nikkei Asia، فإن السلطات الصينية قد أبلغت الشركات التقنية الصينية الرئيسية، ومنها Tencent التي تمتلك تطبيق WeChat، بقطع الوصول إلى هذه البرامج.
وتطلب الحكومة الصينية أيضاً من الشركات التقنية التي ترغب في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، التواصل مع الجهات الحكومية قبل إطلاق أي تطبيق جديد. وتأتي هذه الخطوة في ظل المخاوف المتزايدة في الصين بشأن بعض الردود التي لا تستطيع الحكومة فرض الرقابة عليها، وذلك على أسئلة المستخدمين المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان في الصين، كالانتهاكات المتعلقة بمسلمي الإيغور.
الذكاء الاصطناعي
ويعتبر استهدافChatGPT جزءاً من موجة التشريعات الصينية الأخيرة الرامية إلى مراقبة استخدام التطبيقات المستخدمة للذكاء الاصطناعي، إذ قدمت الحكومة الصينية في عام 2019 تشريعات جديدة تطلب من الشركات تقديم تقنيات الذكاء الاصطناعي للحكومة للموافقة عليها قبل بيعها أو تصديرها. وينظر إلى هذه الخطوة على أنها جزء من خطة الحكومة لفرض المزيد من السيطرة على الصناعة الناشئة بشكل متسارع في الصين.
وتعتمد تطبيقات الذكاء الاصطناعي والروبوتات على معالجة اللغة الطبيعية لإنتاج ردود على استفسارات المستخدمين، وهي تستمد معلوماتها وفقًا للبيانات التي تدرّبت عليها. وفي حالة ChatGPT، دُرِّبَ التطبيق على مجموعة كبيرة من البيانات النصية القادمة من الإنترنت، بما في ذلك مقالات الأخبار ومشاركات وسائل التواصل الاجتماعي والمحتوى الإلكتروني المتنوع. وهذا يعني أن الردود التي يولدها التطبيق قد تعكس التحيزات الموجودة في مواد المصدر.
في السنوات الأخيرة، ظهرت مخاوف بشأن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي والروبوتات لنشر المعلومات الزائفة والدعاية السياسية. في عام 2019، أنشأ مجموعة من الباحثين من جامعة واشنطن ومعهد (آلن) للذكاء الاصطناعي تطبيقًا لتوليد النصوص مبني على نموذج GPT-2، وكان التطبيق قادراً على إنتاج مقالات إخبارية مقنعة للغاية. وقرر الباحثون عدم إصدار النسخة الكاملة من التطبيق بسبب مخاوف استخدامه لنشر معلومات زائفة.
ولم تعلق OpenAI و Tencent، التي لديها شراكة مع OpenAI لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، حتى الآن على هذا الإجراء من الحكومة الصينية.
ومن المتوقع أن يثير هذا الإجراء مخاوف الشركات المستخدمة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصين التي قد تعاني من احتمال فرض قيود أخرى على هذه التطبيقات في المستقبل. ومن الجدير بالذكر أن الاهتمام بمجالات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها يزداد عاماً بعد عام في العالم، وقد أُنتِجَ عدد من الخوارزميات الحاسوبية المماثلة لـ ChatGPT في الأعوام الأخيرة.
وبما أن استخدام هذه التقنية يتزايد في جميع الصناعات، فمن المحتمل أن تُبدي السلطات في الصين المزيد من التحفظات بشأن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي وروبوتات الدردشة في المستقبل القريب، وهو ما سيؤثر في تلك الصناعة بشكل كبير في في الأسواق الصينية.
اكتشاف المزيد من موقع خبركو
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.