أخبار العالم

بالفيديو: الاحتفال بليلة النصف من شعبان – حكمها إسلام ويب

عبر موقع “خبركو” المصدر الموثوق للأخبار
ننقل لكم خبر “بالفيديو: الاحتفال بليلة النصف من شعبان – حكمها إسلام ويب”

الاحتفال بليلة النصف من شعبان حكمها إسلام ويب ، حيث يستعد المسلمون في مختلف الدول العربية والإسلامية الى إحياء ليلة النصف من شعبان 2023-1444 ، والتي تصادف يوم الثامن من شهر مارس المقبل وذلك وفقا للتقويم الهجري المعمول به في تلك الدول ، حيث تتنوع طقوس إحياء هذه الليلة ما بين الصلاة والدعاء والقيام والصوم وغير ذلك من الأعمال التي أوصى بها الرسول محمد صلي الله عليه وسلم.

ويبحث عدد كبير من المسلمين حول العالم مع اقتراب موعدها عن الاحتفال بليلة النصف من شعبان حكمها إسلام ويب ، حيث وردت منصات دينية مختصة آراء عدد كبير من العلماء حول حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان ، وسط تباين في الآراء والتي سوف نوردها خلال هذا المقال المفصل.

الاحتفال بليلة النصف من شعبان – حكمها إسلام ويب

ومما لا شك فيه أن ليلة النصف من شعبان تعتبر من أهم ليالي الشهر الهجري الذي يسبق شهر رمضان المبارك ، إذ أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان يتم من خلال إقامة الشعائر الدينية التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، في وقت خرج عدد من علماء الشريعة والفقه والتفسير بآراء متعددة حول هذه القضية.

إن الله تبارك وتعالى يحب أن يُعبد بما شرع في كتابه الكريم وسنة رسوله الأمين، لا بما يشرع الناس لأنفسهم، ومن هنا كان المعنى الأصيل لشهادة “لا إله إلا الله محمد رسول الله” أن الكلمة الأولى تعني التوحيد الخالص، والثانية تعني التزام السبيل والشرعة والمنهاج.

وعن عدم مشروعية الاحتفال بليلة النصف من شعبان وحكم ذلك العمل: يقول الشيخ أبو الوفاء درويش في كتابه “القبلة”.

حسن جداً أن يعرف الناس أن لهم خالقاً عليماً حكيماً سميعاً بصيراً يبتهلون إليه ويرفعون إليه أكف الضراعة، ويدعونه مخلصين له الدين، ويفزعون إليه في قضاء الحاجات، وكشف الكربات، ودفع الملمات. فالدعاء علم الإيمان وشعاره، وهو مخ العبادة وصفوتها.

وحسن جداً أن يجتمع المسلمون لأداء الصلاة في جماعة فالجماعة سنة من سنن الهدى لا يتخلف عنها إلا منافق.

وحسن جداً أن يتلو المسلمون سورة يس ويتدبروا آياتها فقد تضمنت من الآيات الكونية ما فيه بلاغ، ومن الموعظة الحسنة ما تلين له الجلود والقلوب.

ولكن الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم يقول: “كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد”.

ويقول: “إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة”.

ولا جرم أن تخصيص هذه الليلة بمثل هذا النظام من القراءة والدعاء لم يكن عليه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أمر خلفائه الراشدين، فهو إذاً من محدثات الأمور التي حذرنا إياها الرسول صلى الله عليه وسلم ونهانها عنها. والله سبحانه وتعالى يقولك ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ ويقول سبحانه ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ﴾.

وقد بين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم مظان إجابة الدعاء ومنها السجود، وأدبار الصلوات، وثلث الليل الأخير. وقال تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ﴾ فبين أن ساعة الاضطرار من الأوقات التي يستجيب فيها الدعاء.

فلندع الله تعالى في أوقات الإجابة على أن يكون دعاؤنا كما قال الله تعالى: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ﴾.

الاحتفال بليلة النصف من شعبان 2023

وعن عدم مشروعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان وعن كونه بدعة، يذكر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز في كتاب “التحذير من البدع” قوله:

والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وهي تدل دلالة صريحة على أن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لهذه الأمة دينها وأتم عليها نعمته ولم يتوف نبيه عليه الصلاة والسلام إلا بعد ما بلغ البلاغ المبين وبين للأمة كل ما شرعه الله لها من أقوال وأعمال وأوضح صلى الله عليه وسلم أن كل ما يحدثه الناس بعده وينسبونه إلى دين الإسلام من أقوال أو أعمال فكله بدعة مردودة على من أحدثه ولو حسن قصده وقد عرف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر وهكذا علماء الإسلام بعدهم فأنكروا البدع وحذروا منها كما ذكر ذلك كل من صنف في تعظيم السنة وإنكار البدعة كابن وضاح والطرطوشي وأبي شامة وغيرهم. ومن البدع التي أحدثها بعض الناس بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان وتخصيص يومها بالصيام وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها أما ما ورد في فضل الصلاة فيها فكله موضوع كما نبه على ذلك كثير من أهل العلم وسيأتي ذكر بعض كلامهم إن شاء الله. وورد فيها أيضاً آثار عن بعض السلف من أهل الشام وغيرهم والذي عليه جمهور العلماء أن الاحتفال بها بدعة وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة وبعضها موضوع.في سياق مقال يتحدث عن حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان فيديو

وبشان حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان ، نبه على ذلك الحافظ ابن رجب في كتاب لطائف المعارف وغيره، والأحاديث الضعيفة إنما يعمل بها في العبادات التي قد ثبت أصلها بأدلة صحيحة أما الاحتفال بليلة النصف من شعبان فليس له أصل صحيح حتى يستأنس له بالأحاديث الضعيفة.

وقد ذكر هذه القاعدة الجليلة الإمام أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وأنا أنقل لك أيها القارئ ما قاله بعض أهل العلم في هذه المسألة حتى تكون على بينة في ذلك، وقد أجمع العلماء رحمهم الله على أن الواجب رد ما تنازع فيه الناس من المسائل إلى كتاب الله عز وجل وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فما حكما به أو أحدهما فهو الشرع الواجب الاتباع، وما خالفهما وجب اطراحه، وما لم يرد فيهما من العبادات فهو بدعة لا يجوز فعله فضلاً عن الدعوة إليه وتحبيذه.

كما قال سبحانه في سورة النساء: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾.

تعالى: ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾. الآية من سورة الشورى.

وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾. الآية من سورة آل عمران.

وقال عز وجل: ﴿ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾.

والآيات في هذا المعنى كثيرة وهي نص في وجوب رد مسائل الخلاف إلى الكتاب والسنة ووجوب الرضى بحكمها وأن ذلك هو مقتضى الإيمان وخير للعباد في العاجل والآجل ﴿ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾ أي عاقبة، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه لطائف المعارف في هذه المسألة بعد كلام سبق ما نصه:

الاحتفال بليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها وقد قيل: إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك فمنهم من قبله منهم ووافقهم على تعظيمها منهم طائفة من عباد أهل البصرة وغيرهم وأنكر ذلك علماء الحجاز منهم عطاء وابن أبي مليكة ونقله عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة وهو قول أصحاب مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كله بدعة، واختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين:

أحدهما: أنه يستحب إحياؤها جماعة في المساجد، كان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم ويتبخرون ويتكحلون ويقومون في المسجد ليلتهم تلك ووافقهم إسحاق بن راهوية على ذلك وقال قيامها في المساجد جماعة: ليس ذلك ببدعة. نقله حرب الكرماني في مسائله.

والثاني في حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان : أنه يكره الاجتماع فيها في المساجد للصلاة والقصص والدعاء ولا يكره أن يصلي الرجل فيها لخاصة نفسه، وهذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم وهذا هو الأقرب إن شاء الله تعالى.. إلى أن قال: ولا يعرف للإمام أحمد كلام في ليلة نصف شعبان ويتخرج في استحباب قيامها عنه روايتان من الروايتين عنه في قيام ليلتي العيد فإنه في رواية لم يستحب قيامها جماعة لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه واستحبها في رواية لفعل عبدالرحمن بن يزيد بن الأسود لذلك وهو من التابعين فكذلك قيام ليلة النصف لم يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه وثبت فيها عن طائفة من التابعين من أعيان فقهاء أهل الشام (انتهى المقصود من كلام لحافظ ابن رجب رحمه الله، وفيه التصريح منه بأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم شيء في ليلة النصف من شعبان) وأما ما اختاره الأوزاعي رحمه الله من استحباب قيامها للأفراد واختيار الحافظ ابن رجب لهذا القول فهو غريب وضعيف لأن كل شيء لم يثبت بالأدلة الشرعية كونه مشروعاً لم يجز للمسلم أن يحدثه في دين الله سواء فعله مفرداً أو في جماعة وسواء أسره أو أعلنه لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد” وغيره من الأدلة الدالة على إنكار البدع والتحذير منها.في إطار مقال يتحدث عن الاحتفال بليلة النصف من شعبان

الاحتفال بليلة النصف من شعبان 1444

وقال الإمام أبو بكر الطرطوشي رحمه الله في كتابه الحوادث والبدع حول الاحتفال بليلة النصف من شعبان :

وروى ابن وضاح عن زيد بن أسلم فقال: ما أدركنا أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى النصف من شعبان ولا يتلفتون إلى حديث مكحول ولا يرون لها فضلاً على ما سواها) وقيل لابن أبي مليكة: (أن زياداً النميري يقول إن أجر ليلة النصف من شعبان كأجر ليلة القدر) فقال: (لو سمعته وبيدي عصا لضربته) وكان زياداً قاصاً، انتهى المقصود.

الاحتفال بليلة النصف من شعبان – الشوكاني

وقال العلامة الشوكاني رحمه الله في الفوائد ما نصه:

حديث: يا علي من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات إلا قضى الله له كل حاجته…الخ.

هو موضوع وفي ألفاظه المصرحة بما يناله فاعلها من الثواب بما لا يمتري إنسان له تمييز في وضعه ورجاله مجهولون، وقد روي من طريق ثانية وثالثة كلها موضوعة ورواتها مجاهيل.

وقال في المختصر حول الاحتفال بليلة النصف من شعبان: حديث صلاة نصف شعبان باطل، ولابن حبان من حديث علي: (إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها). ضعيف. وقال في اللآلئ: مائة ركعة في نصف شعبان بالإخلاص عشر مرات مع طول فضله للديلمي وغيره موضوع وجمهور رواته في الطرق الثلاث مجاهيل ضعفاء قال: واثنتا عشرة ركعة بالإخلاص ثلاثين مرة وأربع عشرة ركعة موضوع.

وقد اغتر بهذا الحديث جماعة من الفقهاء كصاحب الإحياء وغيره وكذا من المفسرين وقد رويت صلاة هذه الليلة أعني ليلة النصف من شعبان على أنحاء مختلفة كلها باطلة موضوعة، ولا ينافي هذا رواية الترمذي من حديث عائشة لذهابه صلى الله عليه وآله وسلم إلى البقيع ونزول الرب ليلة النصف إلى السماء الدنيا وأنه يغفر لأكثر من عدة شعر غنم كلب فإن الكلام إنما هو في هذه الصلاة الموضوعة في هذه الليلة على أن حديث عائشة هذا فيه ضعف وانقطاع. كما أن حديث علي الذي تقدم ذكره في قيام ليلها لا ينافي كون هذه الصلاة موضوعة على ما فيه من الضعف حسبما ذكرناه. انتهى المقصود.

الاحتفال بليلة النصف من شعبان – الحفاظ العراقي

وقال الحافظ العراقي في الاحتفال بليلة النصف من شعبان: حديث صلاة ليلة النصف موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذب عليه. وقال الإمام النووي في كتاب المجموع: (الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب وهي اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة من رجب وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة هاتان الصلاتان بدعتان منكرتان ولا يغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب وإحياء علوم الدين ولا بالحديث المذكور فيهما فإن كل ذلك باطل ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما فإنه غالط في ذلك.

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

وقد صنف الشيخ الإمام أبو محمد عبدالرحمن بن إسماعيل المقدسي كتاباً نفسياً في إبطالهما فأحسن فيه وأجاد وكلام أهل العلم في هذه المسألة كثير جداً ولو ذهبنا ننقل كل ما اطلعنا عليه من كلامهم في هذه المسألة لطال بنا الكلام ولعل فيما ذكرنا كفاية ومقنعاً لطالب الحق.

ومما تقدم من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم يتضح لطالب الحق أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها وتخصيص يومها بالصيام بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم وليس له أصل في الشرع المطهر بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم ويكفي طالب الحق في هذا الباب وغيره قول الله عز وجل: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ وما جاء في معناها من الآيات وقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” وما جاء في معناه من الأحاديث وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوا يومها بالصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم”، فلو كان تخصيص شيء من الليالي بشيء من العبادة جائزاً لكانت ليلة الجمعة أولى من غيرها لأن يومها هو خير يوم طلعت عليه الشمس بنص الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تخصيصها بقيام من بين الليالي دل ذلك على أن غيرها من الليالي من باب أولى لا يجوز تخصيص شيء من العبادة إلا بدليل صحيح يدل على التخصيص.

ولما كانت ليلة القدر وليالي رمضان يشرع قيامها والاجتهاد فيها نبه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وحث الأمة على قيامها وفعل ذلك بنفسه كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه” فلو كانت ليلة النصف من شعبان أو ليلة أول جمعة من رجب أو ليلة الإسراء والمعراج يشرع تخصيصها باحتفال أو شيء من العبادات لأرشد النبي صلى الله عليه وسلم الأمة إليه أو فعله بنفسه. ولو وقع شيء من ذلك لنقله الصحابة رضي الله عنهم إلى الأمة ولم يكتموه عنهم وهم خير الناس وأنصح الناس بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ورضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرضاهم. وقد عرفت آنفاً من كلام العلماء أنه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم شيء في فضل ليلة أول جمعة من رجب ولا في فضل ليلة النصف من شعبان فاعلم أن الاحتفال بهما بدعة محدثة في الإسلام وكذلك تخصيصهما بشيء من العبادة بدعة منكرة.

وتأكيداً لهذا المعنى السليم والحكم الصحيح يقول الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت –رحمه الله- عن شهر شعبان.

والذي صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وحفظت روايته عن أصحابه، وتلقاه أهل العلم والتمحيص بالقبول إنما هو فقط شهر شعبان كله، لا فرق بين ليلة وليلة. وقد طلب فيه على وجه عام الإكثار من العبادة وعمل الخير، وطلب فيه الإكثار من الصوم على وجه خاص، تدريباً للنفس على الصوم، وإعداداً لاستقبال رمضان حتى لا يفجأ الناس فيه بتغيير مألوفهم، فيشق عليهم.

وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الصوم أفضل بعد رمضان؟ فقال: “شعبان لتعظيم رمضان”.

وتعظيم رمضان إنما يكون بحسن استقباله والاطمئنان إليه بالتدرب عليه وعدم التبرم به، أما خصوص ليلة النصف والاجتماع لإحيائها وصلاتها ودعائها لم يرد فيها شيء صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يعرفها أحد من أهل الصدر الأول.

وخلال المقال السابق نكون متابعي وكالة سوا الاخبارية قد أوردنا لكم مقالا يتحدث عن الاحتفال بليلة النصف من شعبان حكمها إسلام ويب والذي يبحث عنه عدد كبير من المسلمين مع اقتراب موعدها.

المصدر : وكالة سوا



المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى