لهذا انصرف الروس عن باخموت
غابت مدينة باخموت القابعة في الشرق الأوكراني عن تصدر الأخبار الدولية، بعد إعلان قائد قوات مجموعة فاغنر قبل أيام انسحابه منها، وتسليمها للجيش الروسي.
إلا أن لكييف رأيا آخر عن الأمر، فقد رأت مسؤولة أوكرانية كبيرة، اليوم السبت، أن القوات الروسية خفضت مؤقتا من وتيرة هجماتها على المدينة المحاصرة، بهدف إعادة تنظيم صفوفها وتعزيز قدراتها.
تكتيك جديد
وأضافت أن هذا التكتيك الروسي الجديد أتى بعدما بدأت مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة الروسية تسليم مواقعها إلى القوات النظامية الروسية الأسبوع الماضي.
كما لفتت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني في بيان على تطبيق تليغرام، إلى أن القوات الروسية تواصل الهجوم، لكن “النشاط العام للعمليات تراجع”.
وأكدت عدم وجود أي معارك نشطة أمس واليوم سواء في المدينة أو على أطرافها، مضيفة أن القوات الروسية تقصف بدلا من ذلك الضواحي والطرق المؤدية إلى باخموت.
كذلك اعتبرت أن تراجع النشاط الهجومي للروس يرجع لحقيقة أن القوات يجري تغييرها ويعاد تنظيم صفوفها، قائلة: “يحاول العدو تعزيز قدراته”.
وأوضحت أن القوات الأوكرانية “تسيطر بثبات” على المناطق المرتفعة المطلة على باخموت من الشمال والجنوب بالإضافة إلى جزء من ضواحي المدينة، لكنها لم تتقدم خلال اليومين الماضيين بهدف التركيز على مهام أخرى.
معارك دامية
يشار إلى أن قائد فاغنر كان أعلن قبل أيام، بدء انسحاب قواته من باخموت.
وأوضح أن عناصره سيخرجون من أجل الاستراحة حتى الأول من يونيو/ حزيران المقبل، على أن يحصلوا بعد استعدادهم على مهمة جديدة.
قوات فاغنر الروسية تحتفل بالسيطرة على باخموت
كما أقر لأول مرة بأن حوالي 10 آلاف من بين 50 ألف سجين جندتهم مجموعة فاغنر من السجون الروسية، قُتلوا على خط المواجهة في معركة باخموت الدامية.
إلى ذلك، أشار إلى أن نسبة مماثلة من مقاتليه المحترفين لقوا حتفهم أيضًا في القتال، من دون تحديد عددهم بدقة.
إلا أنه أفاد بأن الخسائر الأوكرانية أكبر بكثير قائلاً “عدد القتلى لدي منخفض بنسبة ثلاثة أضعاف، وعدد الجرحى بضعفين”.
أتى هذا الإقرار النادر بالخسائر فيما يتحفظ الجيش الروسي عن البوح بتفاصيل حول خسائره. ففي تقريره الأخير الصادر في أيلول/سبتمبر 2022، تحدث عن مقتل 5900 عنصر في صفوفه.
في حين قدّرت وثائق أميركية سرية سُربت مؤخرا، الخسائر الروسية في الأول من مارس بين 35500 و43500، أما الخسائر الأوكرانية فقدرتها بـ 16 ألفا إلى 17500.